menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

Analiz-تقرير حول الصحة في غزة

12 22
02.07.2025

مقدمة:
غزة التي تخضع لحصار واحتلال شديدين منذ 17 عامًا وهي قطعة صغيرة من الأرض وتتميز بأنها الأعلى كثافة سكانية في العالم و تُوصف غزة "سجنًا مفتوحًا" كما يصفها معظم الناس في جميع أنحاء العالم و للأسف فإن الاحتلال والحصار لا يقتصران على معاناة 2.3 مليون شخص من سكان غزة الذين يحاولون التمسك بالحياة تحت الظروف القاسية التي يفرضها هذا الحصار؛ بل إن غزة تتعرض لهجمات منتظمة من قبل إسرائيلومما تسبب ليس فقط تدمير جميع الأنظمة الأساسية للبنية التحتية فيها بل تسبب ايضا في مقتل وجرح وتشويه عشرات الآلاف من الناس.

بعد توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، استغرق انسحاب إسرائيل من غزة أكثر من 12 عامًا، وتم الانسحاب بالكامل في عام 2005 وعلى الغممن ذلك فقد تحول الاضطهاد في غزة الذي استمر مع عمليات القتل اليومي والاعتقالات والمضايقات قبل عام 2005، إلى هجمات مدمرة وممنهجية أطلق عليها المسؤولون الإسرائيليون اسم "جز العشب" منذ عام 2006، حيث وقعت هجمات طويلة ومدمرة في 2008 و2012 و2014 و2021 و2023-2024. كانت هذه الهجمات بشكل عام تستهدف الأطفال والنساء والبنية التحتية الحيوية في غزة، خاصة النظام الصحي وعند مقارنة هجمات إسرائيل السابقة، فإن الهجمات خرب الابادة في 2023-2024 استهدفت جميع البنى التحتية الأساسية في غزة مثل المأوى والصحة والتعليم والتراث الثقافي في غزة، وتم تدميرها إلى حد كبير.

جدول 1 : العبء المالي للهجمات حسب السنوات
في هذا الجدول، عند مقارنة الهجمات السابقة، تم تدمير البنية التحتية بالكامل تقريبًا في حرب الابادة 2023-2024

الرسم البياني -1: نسبة الضرر الناتج عن الهجوم الأخير (عبر القطاعات)

عند تقييم جميع القطاعات في هجمات 2023-2024، يمكن ملاحظة في الرسم البياني- 1 أن القطاع الأكثر تضررًا كان البنية التحتية للرعاية الصحية بنسبة

و السؤال هنا كيف يتم تبرير أو شرح هذه الهجمات المدمرة على البنى التحتية الحيوية في الأدبيات العسكرية و هذا ليس من اختصاصي كطبيب، ولكن يمكن القول إن هذا النوع من التدمير الواسع النطاق للبنى التحتية الحيوية نادر في التاريخ. لقد ساهمنا في تقديم الدعم الصحي الطارئ والأنشطة الإنسانية في العديد من مناطق الأزمات والحروب لكنني يجب أن أقول إن هذا النوع من التدمير الكارثي نادر جدًا ففي الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات يمكن للبشر أن يجدوا الدافع اللازم لإعادة بناء الحياة وغالبًا ما ينجحون في ذلك ومع ذلك فان الفرق بين هذا التدمير الكارثي والكوارث الطبيعية هو أنه يتم بيد الإنسان تقريبًا بالكامل ويُدمر الأمل والدافع لإعادة بناء الحياة لدى البشر مما يخلق حالة من عدم اليقين الشديد فيما يتعلق بالمستقبل وإحساسًا بالعجز و لهذا السبب فإن التدمير في غزة، مقارنة بالتدمير خلال الاحتلال العراقي أو الحرب في أفغانستان أو النزاعات الداخلية في اليمن أو الصومال وغيرها من الأماكن المماثلة، هو تدمير كارثي ناهيك الأرقام والقيمة المالية وفقدان الأرواح والبيانات العددية المماثلة قد تختلف نسبيًا فإن حجم التدمير في غزة غير مسبوق.

سوف يقوم الخبراء من مختلف التخصصات على تقييم الاضرار من جوانب مختلفة لهذا التدمير الكارثي لفترة طويلة و من الواضح أن هذا التدمير غير المسبوق من صنع الإنسان في تاريخ العالم سيكون له عواقب طويلة المدى ليس فقط في غزة ولكن في جميع أنحاء العالم وهذا التقرير القصير يفدم معلومات موجزة حول آثار هذا التدمير الكارثي في غزة على قطاع الصحة.

البنية التحتية للرعاية الصحية
تم تأسيس وزارة الصحة الفلسطينية في عام 1994 ومنذ تأسيسها كانت الوزارة تكافح من أجل صحة الشعب الفلسطيني بكل طاقتها على الرغم من الظروف الصعبة والصعوبات المالية تم تحقيق نجاحات طبية هامة شهدها العالم بأسره و على الرغم من الآثار السلبية لنقص الموارد والإمدادات الطبية قامت وزارة الصحة الفلسطينية بتنفيذ سياسات صحية بالتعاون مع العديد من المنظمات الصحية الإقليمية والدولية لتعزيز النظام الصحي وتحسين تقديم الخدمات الصحية في 14 مستشفى عامًا و49 مركزًا صحيًا أوليًا في غزة حيث يعيش إجمالي 2.3 مليون شخص ومسحلة أعلى كثافة سكانية في العالم و على الرغم من ذلك تمكن الأطباء من تقديم الرعاية الصحية المتطورة منسجمة بقدر الامكان مع المعايير الحديثة من خلال جهود فائقة

الشكل 1 - المؤسسات الصحية في قطاع غزة(2018)

ينقسم قطاع غزة إلى 5 مناطق إدارية (محافظات) و هي من الشمال إلى الجنوب: شمال غزة، مدينة غزة، دير البلح، خان يونس ورفح و وفقًا لبيانات وزاؤة الصحة 2018، هناك إجمالي 28 مستشفى حكومي و تابعا للمنظمات الإغاثية في قطاع غزة و وزارة الصحة مسؤولة عن 14 مستشفى عامًا بإجمالي سعة سريرية تبلغ 2300 سرير و هناك 14 مستشفى آخر بسعة سريرية تبلغ حوالي 600 سرير تديرها منظمات تطوعية بالكامل.

يوجد في غزة جامعتان تضم كليات طب وثلاثة مستشفيات تدريبية وبحثية في غزة اما الجامعات فاحداها هي الجامعة الإسلامية و الاخرى هي جامعة الأزهر في غزة ، و اما المستشفيات فهي مستشفى الشفاء و مستشفى النصر والمستشفى الأوروبي و تعتبر الجامعات والمستشفيات التدريبية في غزة و التي التي قمت بزيارتها وكنت موجودًا فيها في مناسبات مختلفة من أجل التعليم الطبي، والمؤتمرات العلمية الدولية والدراسات العلاجية، هي المؤسسات الرئيسية التي تدرب الطواقم الطبية على نظام الرعاية الصحية في غزة وفلسطين. هذه المؤسسات التعليمية كانت هي المؤسسات المستهدفة بشكل دائم في هذه الحرب.

بالإضافة إلى هذه المؤسسات، يوجد أيضًا 71 مركزًا صحيًا أوليًا و 49 منها تتبع وزارة الصحة الفلسطينية و22 منها تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و تقدم هذه المؤسسات الصحية خدماتها الى 2.3 مليون شخص حيث تواصل جميع هذه المؤسسات الصحية وجودها بفضل الدعم الخارجي بسبب سنوات الاغلاق والحصار.

و وفقًا لتقييم الأضرار المؤقت في قطاع غزة فقد تم تدمير 85% من المؤسسات الصحية أو تضررت بشدة في الهجمات حتى أبريل 2024 مع العلم بان جل المؤسسات الصحية تعمل تشكل جزئي و هناك نقص شديد في مصادر توليد الكهرباء وتوفير المياه و الوقود و الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية و تظهر الصور أدناه التدمير الذي لحق بالمستشفيات أثناء الاستهداف والتدمير الممنهج للنظام الصحي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيليي على غزة:

مجمع الشفاء الطبي

بعد قبل

المستشفى الإندونيسي
بعد قبل

مجمع ناصر الطبي
بعد قبل

في 8 ديسمبر 2023، تم تدمير كلية الطب في الجامعة الإسلامية في غزة بالكامل من قبل قةات الاحتلال الاسرائيلي
بعد قبل

و في 17 يناير2024 تم تدمير كلية الطب في جامعة الأزهر تمامًا من قيب قةات الاحتلال الاسرائيلئ
بعد قبل

مع تدمير مدارس الطب، توقفت عملية التعليم الطبي في غزة تمامًا ومع تدمير مستشفيات التدريب والبحث تم القضاء على التدريب المتخصص وتدريب الأطباء المتخصصين و مع مقتل رؤساء الجامعات والعمداء والمتخصصين والمدرسين في الجامعات والمستشفيات التدريبية تم ارتكاب مجزرة صحية كاملة في غزة ونتيجة........

© Stratejik Düşünce Enstitüsü