إيران… من إدارة الصبر إلى احتمالات الانفجار الكبير
لم يكن فرناند بروديل، أحد أبرز أعلام مدرسة الحوليات الفرنسية، مجرّد مؤرّخ يروي أحداثًا وقصصًا؛ بل كان صاحب ثورة معرفية غيّرت طريقة فهمنا للتاريخ. رفض بروديل أن تكون السياسة والمواجهات العسكرية هي مركز التحليل، واعتبر أنّ ما نراه على سطح التاريخ ليس إلا طبقة رقيقة فوق محيط عميق من البُنى الاقتصادية والاجتماعية. فالتاريخ، عنده، لا يُكتب بالقرارات السريعة أو الخطابات المرتجلة، بل يُصاغ عبر التراكم البطيء لأسعار القمح، طرق التجارة، حياة الفلاحين، إيقاع العمل، وتحوّل الأسواق.
بروديل أعاد ترتيب أولويات المؤرخ: فالحدث السياسي لحظة عابرة، أما الاقتصاد والمجتمع فهما الزمن الطويل الذي يحدّد شكل الدولة وقدرتها على الاستمرار. لذلك لا يمكن تفسير ثورة أو حرب أو سقوط نظام بمجرد دراسة الزعماء، بل يجب النظر إلى ما تحت أقدامهم: الطبقات الاجتماعية، مستوى المعيشة، أنماط الاستهلاك، وتوزيع الثروة.
وانطلاقًا من هذا المنهج العميق—الذي يجعل الاقتصاد مرآة المجتمع—يمكن فهم الواقع الإيراني اليوم. ليس من خلال خطابات السلطة أو صمت الشارع، بل عبر الأرقام التي تتراكم........





















Toi Staff
Sabine Sterk
Gideon Levy
Penny S. Tee
Waka Ikeda
Mark Travers Ph.d
John Nosta
Daniel Orenstein
Beth Kuhel