menu_open Columnists
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close

تحالف غير مُعلن يغيّر وجه العالم-Analiz

9 0
14.08.2025

العالم يتغير بوتيرة متسارعة، وموازين القوى يعاد رسمها من جديد. قبل عشرة أو خمسة عشر عامًا، كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والهند وإسرائيل، إلى جانب عشرات الدول الأخرى، منخرطة في تحالفات أو شراكات أو تقاربات استراتيجية.
غير أن هذه التحالفات والتقارب بين القوى الكبرى لم تصمد طويلًا، فخلال هذه السنوات القليلة تهاوت الروابط وتفككت أواصر التعاون.

ماذا جرى في العالم؟

شهدت العلاقات الأمريكية-الروسية انقلابًا جذريًا؛ فالتقارب السابق بينهما إنقلب إلى عداء حاد، وانقطعت السبل أمام أي تحرك مشترك. تصاعدت الاتهامات والمشاحنات السياسية، وبلغ الأمر ذروته حين اتُّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وبأنه ساعد دونالد ترامب على الفوز. النتيجة كانت قطيعة شبه تامة بين واشنطن وموسكو.

البريكست وبداية تفكك الاتحاد الأوروبي

على الضفة الأخرى، جاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عام 2020 عبر البريكست، ليشكّل ضربة لصورة الاتحاد كاكيان واعد للمستقبل. وبدأت النقاشات تتصاعد حول إمكانية أن تشهد أوروبا موجات انسحاب أخرى تؤدي إلى تفكك الاتحاد.

حرب أوكرانيا وتصدع “العالم الصليبي”

أما الحرب الروسية-الأوكرانية التي اندلعت عام 2022، فقد كانت بمثابة قنبلة انفجرت في قلب التحالف الغربي. الحرب عمّقت الهوة بين موسكو وواشنطن، وجعلت أوروبا والولايات المتحدة في حالة عداء مفتوح مع روسيا، لتفرض الأخيرة عليها عقوبات قاسية. وهكذا، تحولت قوى تنتمي كلها إلى أديان مسيحية بمذاهب مختلفة – كانت أحيانًا تتحرك سرًّا أو علنًا بروح “صليبية” مشتركة – إلى خصوم لدودين.

العلاقات الأمريكية-الأوروبية والانفصال الأطلسي

وعندما مُنع على روسيا بيع النفط والغاز إلى أوروبا، تبنت واشنطن خطابًا ضاغطًا: “أنا من يؤمّن لكم الحماية، وعليكم دفع الثمن”. هذا الموقف وضع أوروبا أمام معادلة قاسية: “الخيار بين السيئ والأسوأ”. ومع انعدام البدائل، رضخت الحكومات الأوروبية، لكن النتيجة كانت كارثية على شعوبها؛ إذ ارتفعت تكاليف المعيشة وتراجعت القدرة الشرائية، لتجد الحكومات نفسها في مأزق. فقدت العلاقات عبر الأطلسي الكثير من الثقة والمصداقية، وبات من المؤكد أن هذه الروابط لن تعود كما كانت، بل إن المسافة بين الولايات المتحدة وأوروبا تتسع بسرعة.

مرحلة الانهيار في العلاقات الأمريكية-الصينية

لطالما نظرت الولايات المتحدة – معقل الرأسمالية – إلى الصين باعتبارها قاعدة إنتاج رخيصة، فانتقلت آلاف الشركات الكبرى للاستثمار هناك. وكان هذا الوضع يرضى بكين التي تجمع بين الاشتراكية في السياسة و الرأسمالية في الاقتصاد.........

© Stratejik Düşünce Enstitüsü